رياض النفوس (صفحة 751)

يقول له: يا هاشم تقبّل الله عزّ وجلّ منك المائة دينار بتلك القطاع التي تصدّقت بها على الرجل الذي سألك. قال أبو عمرو: فجعلت ذلك الرجل من بالي وطلبته بكل حيلة فلم أقدر عليه.

وكان هاشم في حلقة عبد الجبّار في جماعة رجال سحنون حتى وقف سائل فقال: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ} فقال عبد الجبّار: ما ظنّك بقوله عزّ وجلّ: {فَيُضاعِفَهُ لَهُ} فنزع هاشم عمامته عن رأسه وقطعها باثنتين، فدفع إلى السائل نصفها وأخذ هو النصف الآخر.

وكان أول ما تدخل الفاكهة يقف بالمكتب فيقول للمعلم أخرج إليّ من عندك من الأيتام فيشتري لهم الفاكهة فيطعمهم ويدهن / رءوسهم ويقبّل بين أعينهم ويقول: ما عسى أن أصنع بكم؟ ويرفع رأسه إلى السماء ويقول:

اللهم هذا الجهد مني، فكان يدور على كل مكتب بالقيروان فيفعل ذلك مع صبيانه.

وكان رحمه الله تعالى إذا حضر جنازة يجلس على شفير القبر فإذا نظر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015