رياض النفوس (صفحة 726)

وأنهم طالما اشتاقوا إليه، فلما أكلته عرض لي منه ريح فلذلك أقوم وأقعد.

ولما حضرته الوفاة قال لهم بيعوا من كتبي ما تكفنوني فيه.

وجرى بين أخته سيدة وبين أخيه أحمد اختلاف في ضيعة بينهما كانا يتخاصمان عنده عليها، فعملت أخته ليلة من الليالي دجاجة إفريقية ووجّهت بها إليه عند افطاره فلما وضعت بين يديه قال: من أين هذه؟ قيل له: اختك بعثت بها إليك قال: وجهوا وراء أخي فلان، فوجّه في طلبه فأتاه، ووجه في طلب أخته فأتته وأمرهما أن يأكلاها / بين يديه وأصلح بينهما وخرجا، فقالت - عند ذلك أخته -: والله الذي لا إله إلاّ هو ما وجهت بها إليك إلاّ شفقة منّي عليك لعلمي أنك أقمت أياما كثيرة لا تأكل سخينة وأنت تنظر بين المسلمين. فأحببت أن أوجر على ذلك (فقال لها: أكمل الله أجرك) والله يعين على ذلك برأفته.

وذكر عنه أنه كان لا يهاب سلطانا. ولم يركب في ولايته دابة. وكان يخرج إلى منزله - (منزل) مطروح - راكبا على حمار بشند لا خف في رجله، ولم يكسب دينارا ولا درهما. وكان إذا أراد شراء الزيت والبقل باع الشعير واشترى بثمنه ما يحب من ذلك. ولم يأخذ على القضاء أجرا، وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015