رياض النفوس (صفحة 72)

عامل جرجير الذي كان ملك سبيطلة، فنزل بجيوشه على «قمّونية» وهي «قيروان إفريقية»، فرحل منها إلى جبل يقال له «القرن»، ويقال إنما سمى «القرن» لقول معاوية: «ارحلوا بنا إلى ذلك القرن»، ويقال إنه نزل جبلا يقال له «ممطور» في غربي قمونية، فأصابه مطر شديد، فقال: «إن جبلنا هذا لممطور» فسمي «ممطورا» إلى اليوم.

ثم رحل إلى «جلولا» ففتحها، [وسبب فتحها] أن معاوية بن حديج طال مقامه عليها، ثم سار عنها، فذكر رجل من قومه قوسا نسيها، فرجع في طلبها، فرأى ركنا من أركان جلولا قد انهدم، فلحق بمعاوية فأخبره. ويقال إنه لما انصرف، جعل فرسان الناس وحماتهم ساقة للعسكر، فساروا قليلا، فإذا خلفهم غبار شديد ورهج، فوقف العسكر، وخف من كان بالساقة نحو ذلك الغبار حتى وصلوا جلولا، فإذا هي قد وقع حصنها من ناحية [واحدة] من ركن إلى ركن، فرجع العسكر ونزلوا على [حصنها من] موضع الهدم وألقوا بأنفسهم إلى الموت، فقاتلوهم قتالا شديدا، فانهزم الروم، ودخلوها بالسيف، فأصابوا بها سبيا كثيرا وغنائم، فيقال إن معاوية بن حديج [مضى إليها بجميع عسكره، فغنم كل ما كان فيها، ثم] أنفذ الغنائم إلى معاوية بن أبي سفيان بالشام. و [يقال] إن الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015