رياض النفوس (صفحة 661)

قيل انه لما ضربه ألف سوط وعذبه قال له: هات الأموال التي جمعت فقال: والله لو أن تحت قدمي جبا مملوءا بمال الدنيا كلها ما أخرجت لكم منه درهما واحدا واني قد عصيت الله عزّ وجلّ فيكم فسلطكم عليّ، فاضرب ما شئت وعذب كيف شئت.

وكان محمد بن عمر المروذي هذا معتقدا لمذهب الشيعة معروفا بذلك فلمّا دخل الشيعي - لعنة الله عليه - بادر إليه ودخل في دعوته ولزمه فولاه قضاء إفريقية، فتصلب وتكبر وكانت أيامه صعبة جدا وأخاف أهل السنّة. ثم خرج الشيعي إلى سجلماسة في طلب عبيد [الله] اللعين فاستخلف في مكانه أبا العباس فأطلق يد المروذي وقوى أمره، فأخذ أبا العباس بن بطريقة قاضي طرابلس وكان من الفقهاء العلماء وأبا القاسم الطرزي قاضي صقلية والمحتسب بمدينة القيروان قبل القضاء فضربهما وهون بهما. وقتل ابن هذيل وابراهيم بن البرذون وأول ما ولي زاد في الأذان «حي على خير العمل» وترك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015