رياض النفوس (صفحة 635)

وكان سحنون إذا رأى جبلة مقبلا يقول: إن عاش هذا الشاب فسيكون له نبأ وهو أزهد أهل زمانه.

قال أبو محمد عبد الله بن سعد: ما سمعته قط يذكر الدنيا بمدح ولا ذم.

قلت لسعيد بن الحداد: ذكر لي أن جبلة كان ينام على زنبيل وقطعة نطع وطوبة عند رأسه فوقها / وسادة. قال: فقال لي سعيد: هو فوق ما تصف وكرّر ذلك ثلاث مرات.

قال أبو محمد: وكان جبلة لا يحب ما ظهر من الأعمال وكانت أعماله كلها خفية ما خلا الزهد فإنه كان يظهر عليه.

وعن أبي محمد عبد الله بن سعد قال: كان جبلة بن حمود من أفضل رجال سحنون قد علاهم بالزهد ورأيته وسمعت منه: وكان أول شأنه أنه لما نشأ لأبويه وتعلم كتاب الله عزّ وجلّ حبّبت إليه دار سحنون فكان يختلف إليه ويسمع منه. وكان (أبوه) يقول بقول أهل العراق ويصحب السلطان، فأراد يوما الخروج إلى دار سحنون فأخذ أبوه طاشيره (فرفعه) لئلا يمضي إلى دار سحنون، فأخذ جبلة مقنعة أمه فتردّى بها ومضى، فلما رآه سحنون [قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015