رياض النفوس (صفحة 570)

وفيها توفي:

164 - أبو عقال (*) بن غلبون، [رضي الله عنه]

توفي وهو ساجد خلف المقام [ودفن بمكة].

خرج من القيروان فأوطن الحرم وسكنه حتى مات به، ورفض الدنيا وتركها، ولزم السهر وسرد الصيام، وباين أبناء جنسه، وتشرد عن الوطن وفارق السكن [وقال في الزهد فأحسن].

/ وكان قد جرّ أذياله في الصبا، وأطال من عنانه في الهوى، منهمكا في البطالة، صاحب لهو وصبوة مع مروءة وفتوة. إلى أن تناهت حدود القضاء فشمر وارعوى، وآثر ما يبقى على ما يفنى، فبكى وناح على ما سلف من أيامه، وقارف من آثامه، صائما نهاره، قائما ليله، حتى كان يضرب به المثل في عبادته.

وأما سبب توبته ورجوعه إلى عبادة ربه، وما جرى له في ذلك من الأخبار والمجالس:

فذكر سليمان بن محمد، قال: «أخبرني محمد بن الكاتب، قال: كنا نشرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015