رياض النفوس (صفحة 555)

وإني، وإن توالى فجعها، ... لجلدا. . . . . صبورا

ولا أنا وان نابت نائبة خضوعا ... ولا متضعفا جزعا ضجورا

وإن أودعت سرا كنت حرزا ... ولم أخبر بذاك أخا وزيرا

إذا كان الفتى عنّي غنيا ... فلست إليه محتاجا فقيرا

أواصله، إذا يبغى وصالي ... وأمنحه - إذا قطع - الدبورا

وليس من الجميل يرى كبير ... يتابع مدبرا حدثا صغيرا

أرى الدنيا تغيرها الليالي ... وأياما مؤلفة شهورا

أرى يوما يجيء بكل خير ... ويوما بالحوادث مستطيرا

كذا أحوال دهرك: حال أمن ... وحال تجزع البطل الجسورا

وكم ملك عظيم ذي اختيال ... أعد خزائنا وبنى قصورا

وكان مداه ذا خطر عظيم ... فصار مؤجلا أجلا قصيرا

ومن ذاك التملك والتعالي ... وسكنى قصره، سكن الحفيرا

وأضجع في التراب بلا مهاد ... بضيق اللحد منجدلا عفيرا

وكم من طالب للمال [يسعى] ... ويركب في مطالبه البحورا

فصار يودّ لو أن كان أضحى ... على تفريق ما حوّى قديرا

وعاد يود أن لو كان أمسى ... وليس بمالك منه نقيرا

وقد حبس اللسان فلا كلام ... وقد سمع الصياح المستطيرا

فإما مؤمن يرجو خلاصا ... وإما كافر يصلى سعيرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015