رياض النفوس (صفحة 535)

فمضيت إلى البادية، فاجتمعت به فرأيت رجلا أشعر عليه جبة صوف ومنديل، وهو يتولى حرث ضيعته وأسباب مؤنته، فاستقللته فقلت: «{إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ}.جئت من المشرق وخلفت به العلماء، وجئت إلى هذا الرجل وما أراه يحفظ من العلم شيئا ولا معه شيء! ».فأنزلني ورحب بي، فلما كلمته وسألته في العلم رأيت بحرا لا تكدره الدلاء، والله العظيم ما رأيت مثله قط، كأن العلم، والله، جمع بين عينيه وفي صدره.

وقال يحيى الكانشي: «إن يحيى بن عمر أنفق في طلب العلم ستة آلاف دينار».

وقال أبو العباس الابياني: «سمعت يحيى بن عمر يقول: أدخلت ابنا لي على يمن بن رزق فقلت له: «أصلحك الله، ادع الله تعالى له» فقال: «جعله [الله] في ميزانك» قال: فقلت له: «أصلحك الله، إنما أردت أن تدعو له» فقال:

«جعله [الله] في ميزانك» فقلت له: «أصلحك الله، إنما أردت أن تدعو له بالنماء» فقال: «جعله الله في ميزانك» فقلت له: «أصلحك الله تعالى، [ادع] له بالنماء، والزيادة» فقال: «أردت شيئا وأردنا شيئا، بارك الله فيه».

قال أبو القاسم: فذكرت هذه الحكاية لأبي محمد محرز بن خلف، رحمه الله تعالى، فتعجب منها ثم قال محرز: «كان يحضر إليّ رجل، وكان له ولدان، فقال لي: «ادع الله تعالى أن يعلمهما القرآن» فأقام مدة ثم أتاني فقال: «إنهما قد قرآ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015