رياض النفوس (صفحة 521)

هذا الجنان مع ابن طالب في مثل هذا الحين، فناولته من بعض ثمره، فقال لي: «أيها الأمير، يجب لله عليك شكران أن بلغك غرسه، ثم أكلت ثمرته» فقلت له: «وما هذا الشكر؟ » قال: «أن تصلّي ركعتين» قال: «فأمرت بحصيرين، فبسط لي واحد وله آخر، فصلينا ركعتين»، ثم قال لي: «وبقي آخر» فقلت: «وما هو؟ » قال:

«تبعث بصدقة إلى أهل «الدمنة» فإنهم أهل زمانة وضعف»، قال: «ففعلت»، قال: وبقي [آخر] قلت: «وما هو؟ » قال: «تعزل من عمالك من كان جائرا وتجعل [مكانه] من يعدل في الرعية» قال: «فأمرت بذلك».قال الأمير إبراهيم:

«فدخلت مع غيره، فلما ناولته من ثمره قال: «الأمير يحب قاضيه والرعية تمتهنه» فجعلني ضربت وقتلت.

[قال عبد الله] فكم بين الرجلين! ».

وله فصل من رسالة كتب بها إلى محمد بن قمود قاضي طرابلس: « .... فلا تبق غاية من الخير إلاّ بلغتها واتقيت الله فيما استرعيت بحسن الكفاية والاجتهاد. وما بلغني إلا الجميل، فقد ربيتك وعلمتك وعرفتك العلم، فلو لم تحفظ إلاّ إياي [ ...... ] فكيف وقد عرفت ما عند الله عزّ وجل لمن سأل عنه؟ ألا تراه، عز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015