رياض النفوس (صفحة 501)

رأيتك مولودا فوجهت رغبتي ... إلى الله واستصحبته لك خاليا

بأن يدفع الأسواء عنك بعصبة ... ولا زلت فيما عدا ذلك راجيا

وأبصرت أهل العلم عند محمد ... وعلمهم يرقى على العلم عاليا

وما منهم إلا مناظر صاحب ... وآخر لا ينفك للذكر تاليا

فأمّلت أن تأتي إلى المجلس الرّضي ... ومنيت نفسي عند ذاك أمانيا

فحال قضاء الله دون مشيئتي ... فأبصرتني من أجل ذاك لما بيا

أكابد أحزانا بقلب مولّه ... عليه [و] ما يزداد إلا تماديا

فيا عين جودي بالبكاء وأسعدي ... عليه عيونا لا تزال بواكيا

ويا قلب عش صبا كئيبا محزّنا ... فإنّي أدينك إذ وجدتك خاليا

وحق لقلب يعرف الله لا يرى ... على حاله خلوا من الشجو صاحيا

ويا قبر سحنون وقبر محمد ... أظلكما الله الغمام الغواديا

توافى شريف الحلم والعلم فيكما ... ووافاكما التفضيل لما توافيا

وقيل: إنه [رثي بثلاثمائة مرثية]، فلمّا اجتمعت المراثي [أتوا] بها «المهري» ليعرضوها عليه فقام شاب من أهل الساحل وأنشأ يقول:

خل المدامع كي تجول مجالها ... قطعت يمين العلم ثم شمالها

فقال له: حسبك يا هذا لا تزده، فلو قلت ما عسى أن تقول ما قلت مثل هذا البيت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015