من الجهد والغلاء».فشد إزاره على وسطه، ورفع يديه بالدعاء والتضرع إلى الله عزّ وجل، و [جعل] يقول في دعائه: «عزيمة منى عليك، اسقنا الساعة الساعة! » قال: فأرعدت [السماء] وأبرقت وأمطرت. قال حمدون: فخرجنا من عنده نخوض في الماء إلى أنصاف سوقنا.
قال أبو عثمان: قال لي سعيد الصبيري: «صدق حمدون، كنت أنا حاضرا ذلك».
وفي رواية: أنه أبطأ عن الناس المطر، والزرع في الأكمام، فاجتمع الناس يوم الجمعة وقالوا: «امضوا بنا إلى شقران»، فمضى الناس حتى دخلوا عليه، فقالوا:
«يا أبا عليّ، أنت ترى حالنا وما نزل بنا، وقد أبطأ عنا المطر، والزرع في الأكمام، فادع الله عزّ وجل أن يسقينا».فقال: «يقرأ أحدكم».فقرأ القارئ، فلما فرغ القارئ استقبل شقران الدعاء. قال: فما برحت حتى سقينا، وكان مطرا عظيما، ثم حملنا أخفافنا في أيدينا من السيل. قال: فكان من دعائه:
«الساعة، الساعة! » ببطن كفيه.
قال أبو جعفر: ولقد بلغنا أن رجلا من أهل البيوتات كانت له ابنة يأخذها تابع، فعالجوه فلم ينفع فيه العلاج، قال: فمضوا إلى شقران، فسألوه الدعاء فقال لهم: «يقرأ القارئ».فقرأ القارئ، ثم دعا شقران ثم قال لهم: «مرّوا في عافية».قال: فلما مضوا بها إلى الدار دخل فيها الجنى، ثم قال: «أين أهلها؟ »