لأنه لو كان مقيما على زندقته ما جاءنا تائبا، فلما جاءنا من قبل أن نقدر عليه علمنا صحة توبته، وهذا هو مذهب أهل المدينة. وإنما تقلد أبو محرز وأسد في هذه المسألة مذاهب أهل العراق، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
قال أبو العرب: يذكر عنه أنه كان لقنا ذهنا. وكان يروي عن عباد بن كثير وعبد الله بن فروخ.
ويقال إن جده قيسا صحب النبي.
لما توفي ابن غانم قال ابن الأغلب له: «قد عزمت عليك لنوليك القضاء فقال له أبو محرز: «لست أصلح لهذا الأمر ولست أطيقه»، فقال له إبراهيم بن الأغلب: «لو كان الأغلب بن سالم ويزيد بن حاتم باقيين لم أكن أنا أميرا، ولو كان ابن أنعم وابن فروخ باقيين لم تكن أنت قاضيا، ولكل زمان رجال وعلى الأمير أن يختار»، فقال أبو محرز متمثلا:
خلت الديار فسدت غير مسوّد ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
فقال له: «قد وليتك القضاء» فامتنع، فأمر به عامر بن معمر صاحب الشرطة فأخذ بضبعه وأخرجه من باب المقصورة إلى المسجد الجامع، فأجلسه وأمره بالنظر بين الخصوم. فرأى الناس أبا محرز وقد تقدمت الخصوم بين