العراقي آخر المسجد، فتكلم وأنكر، فسمعه فقام إليه وجمع بين طوقه ولحيته واستقبله بنعله، فضربه ضربا شديدا حتى أدماه.
أبو العرب عن جبلة بن حمود قال: [أخبرنا] أبو سليمان داود بن يحيى:
رأيت أسد بن الفرات يعرض التفسير فتلا هذه الآية: {(فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدْنِي)} فقال أسد عند ذلك: «ويل لأهل البدع، هلكت هوالكهم، يزعمون أن الله عزّ وجلّ خلق كلاما، يقول ذلك الكلام المخلوق: {(لا إِلهَ إِلاّ أَنَا)}.
عن ابن الحداد قال: «حدثت عن أسد أن أصحابه كانوا يقرءون عليه يوما في «تفسير المسيّب بن شريك»، إلى أن قرأ القارئ: {(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ)}، وكان سليمان بن حفص جالسا بين يديه، فقال له: «يا أبا عبد الله:
من الانتظار» وكان إلى جانب أسد نعل غليظ، فأخذ أسد بتلبيبه، وكان أيّدا، وأخذ بيده الأخرى نعله وقال: «إي والله يا زنديق، لتقولنّها أو لأبيضنّ بها عينيك! » فقال: «نعم، ننظره».
قيل: لما قدم أسد من المشرق نزل القيروان، وسمع منه المعروفون بصحبته ووجوه