رياض النفوس (صفحة 272)

حتى أوقفك بين يدي الله تعالى، وأما أن ينالك في الدنيا منّي مكروه أو عقوبة فلا».

وكان سبب موته، رحمه الله، الفالج.

أخبر أبو الوليد عبد الملك بن قطن المهري، قال: «مرض عبد الله بن عمر بن غانم مرضه الذي توفي منه. فدخلت عليه عائدا فقلت: رفع الله تعالى ضجعتك من هذه العلة إلى إفاقة وراحة، وأعاد عليك ما عودك من الصحة والسلامة، فلطالما صححت وعوفيت، أصلحك الله. فاصبر لحكم الله عزّ وجلّ، فإن الله يحب أن يصبر على بلواه كما يحب أن يشكر على نعماه» فقال: «هو الموت والغاية التي إليها نهاية الخلق، فصبر جميل يؤجر صاحبه خير من جزع لا يغني عنه»، ثم تمثل:

فهل من خالد إما هلكنا ... وهل بالموت - يا للناس - عار؟

سليمان بن عمران، قال: «لما توفي ابن غانم رأى رجل في النوم، ممن لا يعرف الشعر ولا يقرأ القرآن إلاّ ما يقيم صلاته، كأن قائلا [يقول] بأعلى صوته:

زأرت ذئاب بعد طول عوائها ... لما تضمنه القليب الملحد

قال فتعجب الناس من رؤياه.

وبكى عليه الأمير إبراهيم بن الأغلب، وأقبل «معد» خال إبراهيم يبكي وينتحب حتى فرغوا من دفنه، وذلك «بجبانة باب نافع»، رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015