رياض النفوس (صفحة 27)

كما نجد معاصره أبا بكر محمد بن الوليد الطرطوشي المتوفى سنة 525 يعتمده في كتابه «الحوادث والبدع» وينقل عنه.

وفي نفس الفترة تقريبا نرى القاضي عياض بن موسى اليحصبي المتوفى سنة 544 يعتمد الكتاب اعتمادا كليا في تراجم علماء المالكية من أهل افريقية.

وبعد هذا بيسير، وبالضبط سنة 598، تطوّر الاهتمام بالكتاب إلى الاختصار فيعمد إلى اختصاره يحيى بن ابراهيم بن علي وهو المختصر الواصل إلينا وسنتحدث عنه بعد قليل.

وآخر من وقفنا عليه من المغاربة ينقل عن رياض النفوس: الحافظ محمد بن أبي بكر بن الابار البلنسي نزيل تونس المتوفى سنة 659 وذلك في كتابه الشهير «التكملة لكتاب الصلة».

وإذا انتقلنا إلى المشرق يصادفنا اعتماد الكتاب من طرف عالمين كبيرين أولهما:

احمد بن عبد القادر بن مكتوم القيسي العالم والمؤرّخ المصري المتوفى سنة 749 وبعده بقرن أو يزيد نرى الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ينقل عنه في كتابيه «تهذيب التهذيب» و «لسان الميزان».

وهنا لا يفوتنا أن ننبّه أن صاحبي المعالم - الدباغ وابن ناجي - لم يعتمدا نسخة تامة من الكتاب حتى في صورته الواصلة إلينا، بل إن مقارنتنا للنصوص المنسوبة للمالكي والواردة في المعالم تجعلنا نجزم انهما لم يطلعا إلا على المختصر الذي صنعه يحيى بن ابراهيم بن علي.

وهنا نصل إلى نقطة مهمة جديرة بالتوقف عندها هي: هل ان الواصل إلينا من الرياض هو مختصر للكتاب؟ وهل يمكننا القول بأن الأصول الواصلة إلينا كلها «قد أخذت عن أصل حاول صاحبه أن يختصره فلم يعرف» حسب تعبير الاستاذ مؤنس؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015