دعاء: وكان رحمه الله تعالى كثيرا ما يدعو بهذا الدعاء. قال عبد الله: «رأيته بخط محمود المتعبد بالمنستير وهو:
«اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم وأسألك باسمك الكبير الأكبر. يا الله، يا الله، يا الله. أنت نور كلّ نور، بنور وجهك، وأنت نور السموات والأرض، أسألك يا كريم، يا فتاح، يا فتاح، يا فتاح، يا قادر، يا قادر، يا قادر، وبنور وجهك يا قادر، وبنور وجهك يا قادر، وبنور وجهك يا قادر، وبنور وجهك يا قادر، يا حليم، وبنور وجهك يا حليم، [وبنور وجهك يا حليم]، أسألك أن توجب لنا رضوانك الأكبر، والدرجات العلى من الجنة، وتعفينا من النار، ومن سخطك؛ وتمن علينا بحفظ كتابك حتى [نتلوه على الوجه الذي يرضيك] عنّا».
قال البهلول: وإياك أن تدعو به في شيء من أمور الدنيا، اللهم إني قد بلغت».
وكان، رحمه الله تعالى، يقول في دعائه: «اللهم رضّني بقضائك وبارك لي في قدرك، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت».
كان، رحمه الله تعالى، في زمان محمد بن مقاتل العكي أمير إفريقية، وكان يلاطف الطاغية ويبعث إليه بالألطاف ويكافئه الطاغية، فكتب الطاغية إلى العكّي أن أبعث إليّ بالنحاس والحديد والسلاح، فلما عزم العكّي على ذلك وأن يبعث إليه بما طلب، لم يسع البهلول السكوت، فتكلم وعارض العكّي، ووعظه، لتزول عنه الحجة من الله عزّ وجلّ، فلما ألح عليه في ذلك بعث العكّي إليه فضربه.
وقيل: إنه لما قيده ومدّت رجلاه للقيد قال البهلول: إن هذا الضرب من البلاء الذي لم أسأل الله عزّ وجلّ العافية منه قط.