فقالوا: «يا أبا عمرو، لم صنعت هذا الطعام، وليس عندك شيء يصنع لأجله الطعام؟ » فقال: «إني كنت خائفا من أن أكون من البربر، لما جاء فيهم [من] الحديث، فسألت عن أصلي من يعلمه، فأخبرت أني لست من البربر فأحدثت لذلك هذا الطعام شكرا لله عزّ وجلّ، إذ لم أكن من البربر».
وحضر يوما عند المغيب في دار ابن غانم، وكان شهر رمضان، فقرب الماء لغسل يد من كان حاضرا عنده، فغسلوا وغسل البهلول يده، ووضعها على المائدة ولم يأكل، فقال له ابن غانم: «ما لك لم تأكل، أما كنت صائما؟ » فقال له البهلول:
«سبحان الله! ألا أصوم رمضان؟ » فقال له ابن غانم: «أفسلطان أنا، طعامي حرام؟ » فجعل البهلول يعتذر / إليه ويقول: «طعامك لا أجد في بيتي مثله، وإن تكلّفته شق ذلك عليّ إلى أن فرغ الناس من الأكل، كل ذلك لا يزيده على هذا الاعتذار.
حدث أبو محمد عبد الله بن يوسف الجبّي قال: بلغني أن رجلا قال لبهلول:
«يا بهلول، يا مرائي! » قال، فقال له بهلول: «قد أخبرتها بذلك - يعني نفسه - فأبت عليّ ولم تقبل مني، فاجتمع عليها شهادتك وعلمي بها، فشهادة اثنين خير من شهادة واحد».
أبو زكريا الحفري قال: «كنت عند بهلول وهو يتفلّى، إذ أقبلت امرأتان فقالت إحداهما للأخرى: «أتريدين أن أريك بهلولا؟ » - فقالت لها صاحبتها: