رياض النفوس (صفحة 238)

[وعن] يحيى بن عمر، قال: [حدثني] أبو الربيع سليمان ابن داود بن أخي رشدين بن سعد، قال: قدم ابن الخنّاق الإسكندرية بمراكب قمح فاستبشر لها أهل الإسكندرية وفرحوا بها، قال: فلما وصل بها خزنها، فحزن الناس لذلك، وأتوا إلى أبي عيسى مروان الناسك، فقالوا: «يا أبا عيسى، نحن في ثغر من ثغور المسلمين، وقد قدم ابن الخنّاق بطعام واحتكره علينا»، قال: فلما صلّى العصر وفرغ من دعائه قال: «اللهم إن فلانا قدم علينا بمراكب موسوقة كأنها إبل مقطورة، وزعم أنه لا يبيع الطعام إلا بكذا وكذا، اللهم فبعه عليه ثلاثة أرادب وأربعة أرادب وخمسة أرادب».قال أبو الأصبغ: فأخبرني من وقف عليه وهو يباع إلى آخر ما انتهى إليه دعاء أبي عيسى.

زياد بن سفيان، قال: سرق رجل حمار أبي عيسى، فكان يقول في دعائه:

اللهم وصاحب الحمار فتب عليه! قال: فلما كان بعد ذلك إذا برجل قد جاء فسلم عليه، فقال له: «[من] أنت رحمك الله؟ » قال: «أنا والله سارق الحمار، فاجعلني في حلّ، وهذا حمارك.

حدث «سعيد الأدم» عن سكر الناظرين قال: كنت مع أبي عيسى مروان بإفريقية قبل انتقاله إلى الإسكندرية، وكان يقال إنه مجاب الدعوة، فأخرج دينارا يشتري به طعاما في سنة مجاعة وشدة، فلقي سائلا يقول: {(مَنْ [ذَا] الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً؟ )} فقال في نفسه: «لك ثلثه» فجاءه إبليس فوسوس إليه وقال له: «وما عسى أن يقع منك ثلثه في هذا الغلاء؟ » فأراد أن يرغم الشيطان، فقال في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015