الصائغ: فما عرفت أي شيء الدرهم الستوق، فسألت عنه فقيل لي الدرهم النحاس».
ذكر [أبو عثمان سعيد بن محمد أنه قال: حدثني من أثق به] أن روح ابن حاتم أرسل إلى عبد الله بن فروخ ليوليه القضاء فلما جاءه، قال: [له]: «بلغني أنك تريد الخروج علينا» فقال ابن فروخ: «نعم! » فتعاظم ذلك روح من قوله، فقال له [ابن] فروخ: «أرى ذلك مع ثلاثمائة وسبعة عشر رجلا، عدة أصحاب بدر، كلهم أفضل مني» فقال له روح: «قد أمناك أن تخرج علينا أبدا».
ثم عرض عليه القضاء فأبى من ذلك وامتنع، فأقعده في الجامع، وأمر الخصوم أن يكلموه وهو يبكي ويقول لهم: «ارحموني يرحمكم الله! ».ولما أبي من ذلك أمر به أن يربط ويصعد به على سقف الجامع فإن هو قبل وإلا طرح من أعلاه، فصعد به إلى سطح الجامع. وقيل له: «تفعل؟ » قال: «لا! » وحلّ على أن يطرح. فلما رأى العزيمة جدا، وكان يظن أنه لن يطرح حقا، فقال: «قد قبلته»، فأجلس للناس وجعل معه حرس، فتقدم إليه خصمان فلما صارا بين يديه نظر إليهما، فبكى وطال بكاؤه فأقام طويلا باكيا، ثم رفع رأسه إليهما وقال:
«سألتكما بالله إلا أعفيتماني من أنفسكما ولا تكونا أول مشئومين عليّ» فرحماه وقاما من بين يديه، فأعلم الحرس بذلك روحا، فقال: امضيا إليه فقولا له: «فأشر علينا بمن نولّي أو اقبل» فقال: «إن يكن أحد فعبد الله بن عمر بن غانم، فإني أراه