ويروى أنه ناظر زفر في مجلس أبي حنيفة، فازدراه زفر للمغربية، فلم يزل ابن فروخ يناظره حتى علا على زفر، وقطعه بالحجة. فقال أبو حنيفة لزفر: «لا خفف الله ما بك! » معاتبة من أبي حنيفة لزفر، إذ ازدرى ابن فروخ.
ويذكر أنه قال: كنت يوما عند أبي حنيفة، فسقطت آجرة من أعلى داره على رأسي فدمي، فقال لي: «اختر: إن شئت أرش الجرح، وإن شئت ثلاثمائة حديث» فقلت: «الحديث خير لي»، فحدثني ثلاثمائة حديث.
وفي هذه السفرة لقي مالكا بن أنس وسمع منه وتفقه، وعليه اعتمد في الحديث والفقه، وبصحبته اشتهر. وكان ربما مال إلى قول أهل العراق إذا تبين له أن الصواب في قولهم.
وعن أبي عثمان المعافري، قال: «أتيت إلى مالك بن أنس بمسائل من ابن غانم، أقضية، فقال: «ما قال فيها المصفر، يعني البهلول بن راشد، وما قال فيها الفارسي؟ /، يعني ابن فروخ».قال: ثم كتب الأجوبة وكتب في آخر الكتاب:
«ودين الله يسر إذا أقيمت حدوده».
وكان البهلول بن راشد يعظم قدر عبد الله بن فروخ ويكبر قدره ويقلده في بعض ما ينزل به من أمور الديانة:
أبو محمد بن سعيد الحداد عن أبيه، قال: حدثني من أثق به من أهل العلم،