رياض النفوس (صفحة 21)

فقد أسند المازري في إحدى فتاويه عن أبي بكر المالكي نصّا مهمّا - نجده بنصه في كتاب «الرياض» - وألحق اسم المالكي بعبارات الثناء عليه والاعتراف بفضله، وهذا نصّه: «وعن الشيخ أبي بكر المالكي - وقد شاهدنا من فضله ودينه وجلاله وعلمه بالأخبار ما يحصل الثقة في أنفسنا بما يحكيه».

أما الثاني - وهو صقلّي أيضا، لقيه بإفريقية وأخذ عنه - فهو أبو البهاء عبد الكريم بن عبد الله بن محمد المقرئ الصقلي المولود بصقلية سنة 440 والمتوفى بالاسكندرية سنة 517.

أما عن وفاة المالكي، فان ابن ناجي يفيدنا أن أبا بكر المالكي كان من جملة العلماء الذين أقاموا بالقيروان بعد تخريبها من طرف الأعراب، وهذا يعني أنه توفي بعد سنة 449.

والحقيقة أن لنا في رواية أبي البهاء عبد الكريم بن عبد الله المقرئ الصقلي عن أبي بكر المالكي ما يحملنا على القول بأنه توفي بعد سنة 460 إذ يبعد أن يرحل عبد الكريم المذكور عن بلده قبل سن العشرين.

واذا أضفنا الى هذا ما جاء في تعليق المؤلف على فتح صقلية ودخولها للحضيرة الاسلامية بقيادة أسد بن الفرات وهو قوله: «ثم شاء الله، بذنوب أهلها، أن أوقع بهم عدوهم، نسأل الله تعالى حلمه وأمانه وعافيته لمن بقي بها من المسلمين وارتداد الكرة لهم على عدوهم».

ندرك أن هذا الكلام قد كتبه المؤلف بعد زوال الحكم العربي الاسلامي عن صقلية واستيلاء النرمان على كامل الجزيرة وبقاء جالية كبيرة من المسلمين تحت حكمهم، يعني بعد سنة 484 هـ‍ (1091 م) أو على الأقل بعد سقوط الجزء الأكبر والأهم منها سنة 464 هـ‍ (1072 م).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015