رياض النفوس (صفحة 1072)

يروها ولا هي عندهم، فيقول الملك للمؤمن ربنا يقرأ عليك السلام ويقول لك: من الحي الذي لا يموت إلى الحيّ الذي لا يموت.

قال أبو علي: ثم تحدّثوا ساعة وقال له الشيخ والدك: خذ هذا الكافور، [فقال له الشيخ] (53) ما نحتاجه، قال: فقال له الجبي أو غيره: كيف تردّ عليه شيئا قد سألك أن تأخذه؟ قال: خلّوه، فوضعه بين يديه. ثم دعا الشيخ النوفلي وانصرفوا. ثم قال لي يا حسن تعال، فتقدمت إليه فقال لي: امض إلى الصفّار - وكان شيخا صالحا يغسل الموتى - فادفع إليه المخزنة وقل له: إذا غسلت ميّتا فاجعل من هذا الكافور في أكفانه: قال: ففعلت ما أمرني به.

وكان يعمل له خبز يقيم عنده مدة طويلة (يأكل فتاته) ويشمسه حتى يجف، فإذا جف دقه، فإذا كان الصيف بله بالماء وأفطر عليه، وفي المساء يطبخ بصلة ويلقي عليها من ذلك الفتات المدقوق.

وذكروا له رجلا يملك عشرة آلاف دينار، فقال لهم: والله إن عندي ما هو خير منها وأنفع، قلنا له: وما هو؟ قال: هذا الحجر الذي عليه هذه القلّة / لا أحاسب عليه، ولا أسأل عنه إلاّ أن يكون صاحب هذه الدنانير التي ذكرتم ينفقها في سبيل الله، فإنها أنفع من هذا الحجر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015