رياض النفوس (صفحة 1023)

في وركي وجع فمن تلك اللّيلة زال عنّي.

وكانت له براهين من نور تضيء عليه إذا صلّى ونحوه.

وهو أحد الشيوخ الذين عقدوا الخروج على [بني] عبيد الله. وكان من دعائه إذا فرغ من صلاته في أيام أبي يزيد ويشير إلى نحو «جمّة» يقول: اللهم من أرادنا فرده، ومن كادنا فكده، اللهم اكسر عنّا حدّ من أقام لنا حدّه، واطفئ عنّا نار من أوقد لنا وقدة، واعم عنّا أعين الكفرة، وأنزل علينا السكينة، واكسنا درعك الحصينة.

قال أبو الحسن الزعفراني: حضرنا مسجد السبت /، ومعنا أبو بكر ابن اللباد وأبو بكر بن سعدون، فافتتح بعض القوالين فقال:

لا يشغلنّك عن حبيبك شاغل ... فإذا فعلت فإن حبّك باطل

فتحرّك محمد بن (أبي) سهل الصوفي، ثم استغرقه الحال، فما بقي أحد في المسجد إلاّ بكى لصدق ذلك الرجل في حركته. ولقد نظرت إلى ابن اللباد وإنّ دموعه لتنحدر على لحيته، وابن سعدون وقد علا نحيبه.

وأملى أبو بكر بن سعدون:

الخير أجمع في السكوت ... وفي ملازمة (البيوت)

فإذا تهيأ ذا وذا ... فاقنع - إذن - بأقل قوت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015