ثم قال بعد ذلك في موضع آخر: وقد أتقن (?) علماؤنا المتأخرون (?) الجواب، فقالوا: إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما (?) أمره اللَّه بالحج، وأحرمَ، انتظر (?) الوحيَ بكيفية الالتزام وصورة التلبية، فلم ينزل عليه شيء، فاعتمد ظاهرَ ما أُمر، فقال: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ، لَبَّيْكَ بِحَجَّةِ"، فسمعه جابرٌ، وعائشةُ، فسمعا (?) الحقَّ، ونقلا الحقَّ، وانتظر النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يُقَرَّ على ذلك، أو يتبين له فيه شيءٌ، فلم يكنْ، فقال: "لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ"، فسمعه أَنَسٌ، وهو تحتَ راحلته حين قال: "مَا تعدوننا (?) إِلَّا صبيانًا (?) "، لقد سمعتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصرِّح بهما (?) جميعًا: "لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعًا (?) " (?)، فسمع الحقَّ، ونقل الحقَّ، وسار (?) النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على هذه الحالة حتى نزلَ بالعقيق، فنزل جبريلُ، وقال له: "صَلِّ في هَذَا الوَادِي