وفيه: استحبابُ استلام الحجر، وأنه إذا عجزَ عن استلامه استلمَه بعُود، وهذا الاستلام مستحَبٌّ، وليس بواجب.
قال مالك رحمه اللَّه: لأنه ليس من فرائض الحج، ولا من سُننه، وإنما هو مستحبٌّ، فمن تركه، لم يكن عليه شيء.
قال أصحابنا: الأولى أن يُقبله بفيه إن قَدَر، فإن لم يقدر، لمسه بيده.
واختُلف هل يُقبل يدَه، أو يضعُها على فيه من غير تقبيل؟
فقال مالك مرةً: يضعُها على فيه من غير تقبيل؛ لأن ذلك عوضٌ عن (?) التقبيل، وقد فعله جماعة من الصحابة.
وروي عن مالك أيضًا: أن له أن يُقبل يدَه.
قلت: وجه هذا القول: أن في الرواية الأخرى زيادة؛ وهو قوله: "ثم يقبلُ المحجنَ".
فإن لم يقدر أن يستلمه (?) بعود (?) و (?) نحوِه، فإن (?) لم يمكنه ذلك، كَبَّرَ، ومضى.