قوله: "نهى"، يحتملُ التحريمَ، والكراهةَ، وكأنه في التحريم أظهرُ، وقد تقدَّم الخلاف في ذلك مبينًا.
وقولهم: "فإنكَ تُواصل" فيه: معارَضَة المفتي إذا أَفتى بما يخالف حالَه، ولم يعلم المستفتي بسرِّ المخالفة.
وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "إني لستُ كهيئتكم": الهيئة في أصل اللغة: الشَّارَةُ، يقال: فلانٌ حسنُ الهيئة، والهيئة (?) -بفتح الهاء وكسرها-، والمعنى: لستُ مثلَكم؛ كما جاء مفسرًا في الرواية الأخرى لمسلم: "إِنَّكمْ لَسْتُمْ في ذَلِكَ مِثْلِي" (?).
قال الخطابي: الوصالُ من خصائص ما أُبيح للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو محظور (?) على أمته (?).
وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "إني أُطعَم وأُسقى"، قيل: هو على ظاهره كرامةً له -عليه الصلاة والسلام-، واختصاصًا، قاله ع (?)، واعترضه ح: بأنه لو أكل حقيقةً، لم يكن مُواصِلًا، وقوي ذلك بقوله