وِجاءً، أو وازعًا عن الوقوع في منهيٍّ عنه، هذا مع ما تقدم من صومه -عليه الصلاة والسلام- في السفر، هو وعبدُ اللَّه بنُ رواحة، وغير ذلك من الصيام في السفر، وعلَامَ يحملونه؛ فإنه -عليه الصلاة والسلام- لم يفعل ذلك عبثًا، وإنما فعله على وجه العبادة، وإبراء الذمة، وكيف تبرأ الذمة بصومٍ لا ينعقد على ما يزعمون؟

وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "عليكم برخصة اللَّه" دليلٌ على استحباب الأخذ بالرخصة عندَ الاحتياج إليها، وتركِ التنطُّع والتعمُّق في الدين، وقد جاء: "هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ" (?)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ؛ فَإِنَّ المُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ، وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى" (?)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ يُشَادَّ (?) هَذَا الدِّينَ يَغْلِبْهُ" (?)، أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-، واللَّه تعالى الموفق.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015