ظلمتُ إياي؛ أي: وضعت المعاصي التي هي سبب العقوبة موضعَ الطاعات التي هي سبب النجاةِ والفوزِ بالنعيم المقيم؛ لما تقدَّم من أن الظلم: وضعُ الشيء في غير موضعه، واللَّه أعلم.
الثالث: قوله: (ولا يغفر الذنوب إلا أنت): المغفرةُ، والغَفْر، والغُفران (?) معناها: السَّتْر والتغطية، غفرتُ المتاعَ: إذا جعلته في الوعاء (?)، ومنه سمي المِغْفَرُ مِغْفَرًا؛ لتغطيتِهِ الرأسَ، وسترِه إياهُ، ويُقَالُ: اغفر ثوبَكَ، فهو أسترُ للوسخ.
ونقل ابن الجوزي عن بعض أهل اللغة: أن (?) المَغْفِرَة مأخوذة (?) من الغفر، وهو نبتٌ تُداوى (?) به الجراحُ، إذا ذُرَّ عليها، دملَها وأبرأها، وهو غريب.
يقال: استغفرَ اللَّهَ لذنبه، ومن ذنبِه، بمعنى (?)، فغفر له ذنبَه مغفرةً، وغَفْرًا، وغُفرانًا، واغتفر ذنبه مثلُه (?)، فهو غَفور، والجمع غُفُر، ومنه قوله: [الرمل]