وقد قيل: صلاة اللَّه عليه: ثناؤه عليه (?) عندَ الملائكة، ومن الملائكة دعاء.
وقيل: هي من اللَّه رحمة، ومن الملائكة رقَّةٌ، ودعاءٌ بالرحمة (?).
وقيل: هي من اللَّه لغير النبي رحمة، وللنبي تشريفٌ، وزيادةُ تكرِمة.
وقيل: هي من اللَّه وملائكته تبريك، ومعنى يصلون: يُباركون.
فيحتمل أن الصحابة سألوا عن المراد بالصلاة؛ لاشتراك هذه اللفظة، وإلى هذا ذهب بعضُ المشايخ في معنى سؤالهم في هذا الحديث.
وقد اختلف الأصوليون في الألفاظ المشتركة إذا وردت مطلقة:
فقيل: تُحمل على عموم مُقتضاها من جميع معانيها، ما لم يمنع مانع.
وقيل: تُحمل على الحقيقة دون ما تُجوِّز به، وإليه نحا القاضي أبو بكر (?).
وذهب بعض المشايخ: إلى أن سؤالهم عن صفة الصلاة، لا عن جنسها؛ لأنهم لم يؤمروا بالرحمة، ولا هي لهم، وأن ظاهرَ أمرهم؛ أمرُهم بالدعاء، وإليه نحا الباجي (?).