من أصحابنا، ولا غيرهم البتةَ، فهو وهم -واللَّه أعلم- إن صحَّ نقله.
وقد اعتذر المانعون بوجوه:
أحدها: لعله -عليه الصلاة والسلام- لم يعلم بالواقعة، ولو عَلِمَها، لأنكرَها.
وأجيب عن ذلك: بأنه يبعدُ أو يمتنع في العادة عدمُ علمه -عليه الصلاة والسلام- بذلك من عادة معاذ.
واستدَلَّ أيضًا بعضُ المانعين برواية عمرو بن يحيى المازني، عن معاذِ بنِ رفاعةَ الزرقيِّ: أن رجلًا من بني سلمة، يقال له: سليم، أتى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: إنا نظلُّ في أعمالنا، فنأتي حين نمسي فنصلي، فيأتي معاذُ بنُ جبلٍ فينادي بالصلاة، فنأتيه، فيطوِّلُ علينا، فقال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَا مُعَاذُ! لَا تَكُنْ، أَوْ لَا تَكُونَنَّ فَتَّانًا، إِمَّا أَنْ تُصَلِّيَ مَعِي، وَإِمَّا أَنْ تُخَفِّفَ عَنْ قَوْمِكَ" (?)، قال: فقولُ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لمعاذ يدل على أنه كان عندَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (?) يفعل أحدَ الأمرين؛ إما الصلاة معه، أو بقومه، وأنه لم يكن يجمعهما؛ لأنه قال: "إِمَّا أَنْ تُصَلِّيَ مَعِي"؛ أي: ولا تصلِّي بقومك، "وَإِمَّا أَنْ تُخَفِّفَ بِقَوْمِكَ"؟ أي: ولا تصلِّي معي.
واعتذر أيضًا: بأن النية أمرٌ باطن لا يُعلم إلا من جهة الناوي، ولم يعلم من حال معاذ -رضي اللَّه عنه- أنه قصد بصلاته مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الفرضَ أو