روضه المحدثين (صفحة 3847)

3847

3847 - عن واثلة بن الأسقع قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك حتى إذا كنا ببلاد جذام، وقد كان أصابنا عطش، فإذا بين أيدينا آثار غيث فسرنا ميلا فإذا غدير حتى إذا ذهب ثلث الليل إذا نحن بمناد ينادى بصوت حزين اللهم اجعلنى من أمة محمد المرحومة المغفور لها المستجاب لها والمبارك عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ياحذيفة وياأنس ادخلا إلى هذا الشعب فانظرا ما هذا الصوت؟ "، قال: فدخلنا، فإذا نحن برجل عليه ثياب بيض أشد بياضا من الثلج، وإذا وجهه ولحيته كذلك، وإذا هو أعلى جسما منا بذراعين أو ثلاثة، فسلمنا عليه، فرد عليناالسلام، ثم، قال: مرحبا أنتما رسل رسول

رسول الله؟ ، فقلنا: نعم، من أنت يرحمك الله؟ ، قال أناإلياس النبى خرجت أريد مكة فرأيت عسكركم، فقال لى جند من الملائكة على مقدمتهم جبريل، وعلى ساقهم ميكائيل: هذا أخوك رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه وألقه، ارجعا إليه فاقرآه منى السلام وقولا له: لم يمنعنى من الدخول إلى عسكركم إلا

أنى تخوفت أن تذعر الإبل ويفزع المسلمون من طولى فإن خلقى ليس كخلقكم، قولا

له صلى الله عليه وسلم يأتينى، قال حذيفة وأنس: فصافحناه، فقال لأنس: ياخادم رسول الله، من هذا؟ ، قال: هذا حذيفة صاحب سر رسول الله، فرحب له ثم قال: والله إنه لفى السماء أشهر منه فى الأرض، يسميه أهل السماء صاحب سر رسول الله، قال حذيفة: هل تلقى الملائكة؟ ، قال: ما من يوم إلا وأنا ألقاهم يسلمون على وأسلم عليهم، قال: فأتينا النبى صلى الله عليه وسلم فخرج

معنا حتى أتينا الشعب فإذا ضوء إلياس وثيابه كالشمس فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " على رسلكم "، فتقدمنا قدر خمسين ذراعا، فعانقه مليا ثم قعدا،

فرأينا شيئا يشبه الطير العظام قد أحدقت بهما، وهى بيض قد نشرت أجنحتها فحالت بيننا وبينهما، ثم صرخ بنارسول الله فقال: " ياحذيفة ويا أنس تقدما

"، فإذا بين أيديهما مائدة خضراء لم أر شيئا قط أحسن منها، قد غلب خضرتها بياضنا، فصارت وجوهنا خضراء وثيابنا خضراء، وإذا عليها جبن وتمر ورمان وموز وعنب ورطب وبقل ما خلا الكراث، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " كلوا بسم الله "، فقلنا: يارسول الله أمن طعام الدنيا هذا؟ قال: " لا " قال لنا: " هذا رزقى ولى فى كل أربعين يوما وليلة أكلة تأتينى بها الملائكة

فكان هذا تمام الأربعين، وهو شىء يقول الله له كن فيكون "، فقلنا: من أين وجهك؟ ، قال: من خلف رومية كنت فى جيش من الملائكة مع جيش من مسلمى الجن،

غزونا أمة من الكفار، قلنا: فكم مسافة ذلك الموضع الذى كنت فيه؟ قال: أربعة أشهر، وفارقتهم أنا منذ عشرة أيام، وأنا أريد مكة، أشرب منها فى كل

سنة شربة، وهى ريى وعصمتى إلى تمام الموسم من قابل، قلنا: وأى المواطن أكثر مثواك؟ ، قال: الشام وبيت المقدس والمغرب واليمن وليس من مسجد من

مساجد محمد إلا وأنا أدخله صغيرا وكبيرا، فقلنا: متى عهدك بالخضر؟ ، قال منذ سنة كنت قد التقيت أنا وهو بالموسم، وأنا ألقاه بالموسم، وقد كان قال

لى: إنك ستلقى محمدا قبلى فاقرأه منى السلام وعانقه وعانقنا وبكى وبكينا فنظرنا إليه حين هوى فى السماء، كأنه حمل حملا، فقلنا: يارسول الله، لقد رأينا عجبا إذ هوى إلى السماء، قال: " يكون بين جناحى ملك حتى ينتهى به حيث أراد ".

** شاهين

(الإصابة في تمييز الصحابة 122/3)

** قال الحافظ فى " الإصابة " 3 / 124: قال ابن الجوزى: لعل بقية سمع هذا من كذاب فدلسه عن الأوزاعى،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015