3838 - عن أبى أمامة الباهلى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أحدثكم عن الخضر؟ " قالوا: بلى يارسول الله، قال: " بينما هو ذات يوم يمشى فى سوق بنى إسرائيل أبصره رجل مكاتب، فقال: تصدق على بارك الله فيك، فقال الخضر: آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون، ما عندى من شىء أعطيكه فقال المسكين: أسألك بوجه الله لما تصدقت على فإنى نظرت السماحة فى وجهك ورجوت البركة عندك، فقال الخضر: آمنت بالله ما عندى شىء أعطيكه إلا أن تأخذنى فتبيعنى، فقال المسكين: وهل يستقيم هذا، فقال: نعم الحق أقول لقد سألتنى بأمر عظيم أما أنى لا أخيبك بوجه ربى، بعنى قال: فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشترى زمانا لا يستعمله فى شىء فقال له: أجد إنما اشتريتنى التماس خير عندى، فأوصنى بعمل، قال: أكره أن أشق عليك، إنك شيخ كبير، ضعيف، قال: ليس يشق على قال: نعم، فانقل هذه الحجارة، وكان لا ينقلها دون ستة نفر فى يوم، فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة فى ساعة، فقال: أحسنت وأجملت وأطقت مالم أرك تطيقه، قال: ثم عرض للرجل سفر، فقال: إنى أحسبك أمينا فاخلفنى فى أهلى خلافة حسنة، قال: نعم وأوصنى بعمل، قال: إنى أكره أن أشق عليك، قال: ليس يشق على، قال: فاضرب من اللبن لنبتنى حتى أقدم عليك،
قال: ومر الرجل لسفره ثم رجع وقد شيد بناؤه، فقال: أسألك بوجه ما سببك وماأمرك؟ ، قال: سألتنى بوجه الله ووجه الله أوقعنى فى العبودية، فقال الخضر: سأخبرك من أنا، أناالخضر الذى سمعت به، سألنى مسكين صدقة، فلم يكن عندى شىء أعطيه فسألنى بوجه الله فأمكنته من رقبتى، فباعنى وأخبرك أنه من سأل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر، وقف يوم القيامة وليس على وجهه جلد، ولا لحم إلا عظم يتقعقع، فقال الرجل: آمنت بالله شققت عليك يانبى الله، ولم أعلم، قال: لا بأس أحسنت وأتقنت، فقال الرجل: بأبى وأمى يانبى الله، احكم فى أهلى ومالى بما شئت أو اختر فأخلى سبيلك، قال: أحب أن تخلى سبيلى، فأعبد ربى، قال: فخلى سبيله، فقال الخضر: الحمد لله الذى أوقعنى فى العبودية ثم نجانى منها ".
** طب
(الإصابة في تمييز الصحابة 111/3)
** قال الحافظ فى " الإصابة " 3 / 112: سند هذا الحديث حسن لولا عنعنة بقية.