قال فبكيت لرقة شعرها فأنشأت تقول
تبكي عليه ولست تعرف أمره ... فلأعلمنك حاله ببيان
ما كان للعافين غير نواله ... فإذا استجير ففارس الفرسان
لا يتبع الجيران رفة طرفه ... ويتابع الإحسان للجيران
عف السريرة والجهيرة مثلها ... فإذا استضم أراك فتق طعان
فقلت أعلميني من هو قالت سنان بن وبرة الذي يقول فيه الشاعر
يا رائدا غيثا لنجعة قومه ... يكفيك من غيث نوال سنان
ثم قالت يا هذا والله لولا أنك غريب ما متعك من حديثي قلت فكيف كان حبه لك قالت ما كان يوسدني إذا نمت إلا يده فمكثت معه أربعة أحوال ما توسدت غيرها إلا في حال يمنعه مانع
وقال سعيد بن يحيى الأموي حدثني عمي محمد بن سعيد حدثنا عبد الملك ابن عمير قال كان أخوان من ثقيف من بني كنة بينهما من التحاب شيء لا يعلمه إلا الله وكل واحد منهما أخوه عنده عدل نفسه فخرج الأكبر منهما إلى سفر له وله امرأة فأوصى أخاه بحاجة أهله فبينا المقيم في دار الظاعن إذ مرت امرأة أخيه في درع تجوز من بيت إلى بيت وكانت من أجمل البشر فرأى شيئا حيره فلما رأته ولت ووضعت يدها على رأسها ودخلت بيتا ووقع حبها في قلبه فجعل يذوب وينحل جسمه ويتغير لونه وقدم أخوه فقال مالك يا أخي متغيرا ما وجعك قال ما بي من وجع فدعا له الأطباء فلم يقف