ظفر منها بمجلس تشاكيا وتناشدا الأشعار واليوم يشير إليها وتشير إليه فيعدها وتعده فإذا التقيا لم يشك حبا ولم ينشد شعرا وقام إليها كأنه قد أشهد على نكاحها أبا هريرة رضي الله عنه وقال محمد بن سيرين كانوا يعشقون في غير ريبة وكان الرجل يأتي إلى القوم يتحدث عندهم لا يستنكر له ذلك وقال هشام بن حسان لكن اليوم لا يرضون إلا بالمواقعة وقيل لأعرابي ما تعدون العشق فيكم قال القبلة والضمة والغمزة وإذا نكح الحب فسد وقال المبرد كان العتبي يحب جارية تسمى ملك فكتب إليها

يا ملك قد صرت إلى خطة ... رضيت منها فيك بالضيم

ما اشتملت عيني على رقدة ... مذ غبت عن عيني إلى اليوم

فبت مفتوق مجاري البكا ... معطل العين عن النوم

ووجدي الدهر بكم غلمة ... فالموت من نفسي على سوم

يلومني الناس على حبكم ... والناس أولى فيك باللوم

قال فكتبت إليه

إن تكن الغلمة هاجت بكم ... فعالج الغلمة بالصرم

ليس بك الحب ولكنما ... تدور من هذا على كوم

يقال كام الفحل يكوم كوما إذا نزا على الحجرة وأرادت هذه المعشوقة قول النبي صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015