متبلدين من الهوى ألوانهم ... مما تجن قلوبهم صفر
وسوابق العبرات فوق خدودهم ... درر تفيض كأنها قطر
ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بجارية تتغنى
هل علي ويحكما ... إن هويت من حرج
فتبسم وقال "لا حرج إن شاء الله " قالوا وقد فسر كثير من السلف قوله تعالى {ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به} بالعشق وهذا لم يريدوا به التخصيص وإنما أرادوا به التمثيل وأن العشق من تحميل مالا يطاق والمراد بالتحميل هاهنا التحميل القدري لا الشرعي الأمري قالوا وقد رأينا جماعة من العشاق يطوفون على من يدعو لهم أن يعافيهم الله من العشق ولو كان اختيارا لأزالوه عن نفوسهم ومن هاهنا يتبين خطأ كثير من العاذلين وعذلهم في هذه الحال بمنزلة عذل المريض في مرضه قال