فكيف بمن استبدل بمحبة خالقه وفاطره ووليه ومالك أمره الذي لا صلاح له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور ولا فرحة ولا نجاة إلا بأن يوحده في الحب ويكون أحب إليه مما سواه فانظر بالله بمن استبدلت وبمحبة من تعوضت رضيت لنفسك بالحبس في الحش وقلوب محبيه تجول حول العرش فلو أقبلت عليه وأعرضت عمن سواه لرأيت العجائب ولأمنت من المتالف والمعاطب أوما علمت أنه خص بالفوز والنعيم من أتاه بقلب سليم أي سليم مما سواه ليس فيه غير حبه واتباع رضاه قالت وبين ذنبي وذنبك عند الناس كما بين عماي وعماك في القياس وقد قال من بيده أزمة الأمور {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمىالقلوب التي في الصدور}

فصل: فلما سمعت الكبد تحاورهما الكلام وتناولهما الخصام قالت أنتما على هلاكي تساعدتما وعلى قتلي تعاونتما ولقد أنصف من حكى مناظرتكما وعلى لساني متظلما منكما

يقول:

طرفي لقلبي هجت لي سقما ... والعين تزعم أن القلب أنكاها

والجسم يشهد أن العين كاذبة ... وهي التي هيجت للقلب بلواها

لولا العيون وما يجنين من سقم ... ما كنت مطرحا من بعض قتلاها

فقالت الكبد المظلومة اتئدا ... قطعتماني وما راقبتما الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015