أكثر من عطب إلا بهما وما هلك أكثر من هلك إلا بسببهما فلله كم من مورد هلكة أورداه ومصدر ردى عنه أصدراه فمن أحب أن يحيا سعيدا أو يعيش حميدا فليغض من عنان طرفه ولسانه ليسلم من الضرر فإنه كامن في فضول الكلام وفضول النظر وقد صرح الصادق المصدوق بأن العينين تزنيان وهما أصل زنى الفرج فإنهما له رائدان وإليه داعيان وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فأمر السائل أن يصرف بصره فأرشده إلى ما ينفعه ويدفع عنه ضرره وقال لابن عمه علي رضي الله عنه محذرا له مما يوقع في الفتنة ويورث الحسرة "لا تتبع النظرة النظرة" أوما سمعت قول العقلاء من سرح ناظره أتعب خاطره ومن كثرت لحظاته دامت حسراته وضاعت عليه أوقاته وفاضت عبراته وقول الناظم

نظر العيون إلى العيون هو الذي ... جعل الهلاك إلى الفؤاد سبيلا

ما زالت اللحظات تغزو قلبه ... حتى تشحط فيهن قتيلا

وقال آخر

تمتعتما يا مقلتي بنظرة ... وأوردتما قلبي أمر الموارد

أعيني كفا عن فؤادي فإنه ... من الظلم سعى اثنين في قتل واحد

فصل: قالت العين ظلمتني أولا وآخرا وبؤت بإثمي باطنا وظاهرا وما أنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015