ويكره أن يكون القاضي جبارًا عسوفًا وأن يكون ضعيفًا مهينًا.

لأن الجبار يهابه الخصم، ولا يستوفي حجته، والمهين يطمع فيه، وينبسط عليه.

وهذه أقوال بعض أصحابنا أيضًا.

وقد روى عن بعض السلف.

وجدنا هذا الأمر لا يصلحه إلا شدة من غير عنف ولين من غير ضعف.

وقد قال أبو بكر رضي الله عنه في خطبته أن أقواكم عندي لضعيف حتى آخذ له الحق، وأن أضعفكم عندي لقوي حتى أخذ منه الحق، فإن استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني.

فصل

236 - قال الطحاوي رحمه الله:

وينبغي له في اليوم الذي يريد الجلوس للحكم أن يتخشع، وأن تاقت نفسه إلى إصابة النساء فعل، وكذلك الطعام والشراب، ويتقدم ليبسط له في الجامع ليعلم الناس موضعه، وإن جعل ليد أبيض ووسادة فلا بأس، ويطرح لشهود الحصر والبواري إذا لم يكن حصر.

237 - وإن قدر القاضي أن يجلس على مثل الشهود فعل، فإن المصليات والمخاد والمرافق ليس من آلة الحكام.

238 - ولا يتروح بالمراوح الطوال ولا للخصيان القيام على رأسه بالمذاود.

239 - وينبغي له أن يتخذ من الغلمان كل من لا يتوهم عليه الجاهل من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015