والعاقل لا يواخي إلا من خالفه على الهوى وأعانه على الرأي ووافق سره علانيته لأن خير الإخوان من لم يناقش كما أن خير الثناء مَا كان على أفواه الأخيار والمستوخم لا يؤلف كما أن غير الثقة لا يود فمتى مَا آخى المرء من لم يصافه بالوفاء يجب الاستظهار عَلَيْهِ بمن يسليه عنه لأن التودد ممن لا يود يعد ملقا ولا يفوت الإنسان في الأخوة أحد رجلين إما أريب قصر في حقوقه فاغتاله بمكر وإما جاهل لم يصافه فيؤذيه بسوء معاشرته وصيانة الأخوة ليست إلا في الاستغناء عَن الإخوان

ولقد أحسن العباس بْن عُبَيْد بْن يعيش حيث يقول ... كم من أخ لك لم يلده أبوكا ... وأخ أبوه أبوك قد يجفوكا

صاف الكرام إذا أردت إخاءهم ... وأعلم بأن أخا الحفاظ أخوكا

كم إخوة لك لم يلدك أبوهم ... وكأنما آباءهم ولدوكا

لو كنت تحملهم على مكروهة ... تخشى الحتوف بها لما خذلوكا

وأقارب لو أبصروك معلقا ... بنياط قلبك ثم مَا نصروكا

الناس ما استغنيت كنت أخالهم ... وإذا افتقرت إليهم فضحوكا ...

أخبرنا القطان بالرقة حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل السني حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق عَن معمر قَالَ دخلت على قَتَادَة وأنا ظمآن وفي الحجرة حب ماء فقلت أشرب من مائكم هذا قَالَ أنت لنا صديق

قال أَحْمَد قَالَ عَبْد الرزاق يتأول القرآن (أَوْ صَدِيقِكُمْ) يقول لا يستأذن

أنبأنا مُحَمَّد بْن سَعِيد القزاز حَدَّثَنَا علان بْن المغيرة البصري حَدَّثَنَا عمرو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015