.. أكرم جليسك لا تمازح بالأذى ... إن المزاح ترى به الأضغان
كم من مزاح جذ حبل قرينه ... فتجذمت من أجله الأقران ...
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه المزاح في غير طاعة اللَّه مسلبة للبهاء مقطعة للصداقة يورث الضغن وينبت الغل
وإنما سمي المزاح مزاحا لأنه زاح عَن الحق وكم من افتراق بين أخوين وهجران بين متآلفين كان أول ذلك المزاح
أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحسين القرشي حَدَّثَنَا الأسود بْن عامر عَن أَبِي إسرائيل عَن الحكم قَالَ كان يقال لاتمار صديقك ولا تمازحه فإن مجاهدا كان له صديق فمازحه فأعرض كل واحد منهما عَن صاحبه فما زاده عَن السلام حتى مات
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه وإن من المزاح مَا يكون سببا لتهييج المراء والواجب على العاقل اجتنابه لأن المراء مذموم في الأحوال كلها ولا يخلو المماري من أن يفوته أحد رجلين في المراء إما رجل هو أعلم منه فكيف يجادل من هو دونه في العلم أو يكون ذلك أعلم منه فكيف يماري من هو أعلم منه
ولقد سمعت حفص بن عمر البزار يقول سمعت إِسْحَاق بْن الضيف يقول سمعت جعفر بْن عون يقول سمعت مسعر بْن كدام يقول لابنه كدام ... إني نخلتك ياكدام نصيحتي ... فاسمع مقال أب عليك شفيق ...