إحداهما أنه لا يتكبر على أحد حتى يعجب بنفسه ويرى لها على غيرها الفضل والثانية ازدراءه بالعالم لأن من لم يستحقر الناس لم يتكبر عليهم وكفى بالمستحقر لمن أكرمه اللَّه بالإيمان طغيانا
والثالثة منازعة اللَّه جل وعلا في صفاته إذ الكبرياء والعظمة من صفات اللَّه جل وعلا فمن نازعه إحداهما ألقاه في النار إلا أن يتفضل عَلَيْهِ بعفوه ولقد أحسن الذي يقول ... التيه مفسدة للدين منقصة ... للعقل مهتكة للعرض فانتبه
لا تشرهن فإن الذل في الشره ... والعز في الحلم لا في البطش والسفه ...
سمعت مُحَمَّد بْن محمود النسائي يقول سمعت أبا داود السنجي يقول سمعت الأصمعي يقول سمعت يَحْيَى بْن خالد البرمكي يقول الشريف إذا تقرأ تواضع والدنيء إذا تقرأ تكبر
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه لا يمتنع من التواضع أحد والتواضع يكسب السلامة ويورث الألفة ويرفع الحقد ويذهب الصد وثمرة التواضع المحبة كما أن ثمرة القناعة الراحة وإن تواضع الشريف يزيد في شرفه كما أن تكبر الوضيع يزيد في ضعته وكيف لا يتواضع من خلق من نطفة مذرة وآخره يعود جيفة قذرة وهو بينهما يحمل العذرة
سمعت أبا يعلى يقول سمعت إِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل يقول سمعت ابن عيينة يقول لو قِيلَ أخرجوا خيار هذه القرية لأخرجوا من لا نعرف وأنشدني الكريزي ... ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا ... فكم تحتها قوم هم منك أرفع
فإن كنت في عز وخير ومنعة ... فكم مات من قوم هم منك أمنع ...