.. الصدق يعقد فوق رأس ... حليفه بالصدق تاجا

والصدق يقدح زنده ... في كل ناحية سراجا ...

أنبأنا القطان بالرقة حَدَّثَنَا نوح بْن حبيب حَدَّثَنَا وكيع حَدَّثَنَا سُفْيَان عَن منصور عَن ربعي قالوا من ذكرت يا أبا سُفْيَان قَالَ ذكرت ربعيا وتدرون من كان ربعي كان رجلا من أشجع زعم قومه أنه لم يكذب قط فسعى به ساع إلى الحجاج فقال هاهنا رجل من أشجع زعم قومه أنه لم يكذب قط وأنه يكذب لك اليوم فإنك ضربت على ابنيه البعث فعصيا وهما في البيت وكان عقوبة الحجاج للعاصي ضرب السيف قَالَ فدعاه فإذا شيخ منحن فقال له أنت ربعي قَالَ نعم قَالَ مَا فعل ابناك قَالَ ها هما ذان في البيت قَالَ فحمله وكساه وأوصى به خيرا

أَنْبَأَنَا عمرو بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا الْغَلابِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِمِنًى فعطش فانتهى الى بحور فَاسْتَسْقَاهَا مَاءً فَقَالَتْ مَا عِنْدَنَا فقال لبنا فَقَالَتْ مَا عِنْدَنَا فَبَدَرَتْ جَارِيَةٌ فقالت لها تكذبين وَمَا تَسْتَحِينَ ثُمَّ قَالَتْ لِعُمَرَ هَذَا السِّقَاءُ فِيهِ لَبَنٌ فَسَأَلَ عُمَرُ عَنِ الْجَارِيَةِ فَإِذَا أَبُوهَا ثَقَفِيٌّ فَخَطَبَهَا عَلَى عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ فَوَلَدَ لَهُ مِنْهَا أُمَّ عَاصِمٍ فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ

قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه الصدق يرفع المرء في الدارين كما أن الكذب يهوي به في الحالين ولو لم يكن الصدق خصلة تحمد إلا أن المرء إذا عرف به قبل كذبه وصار صدقا عند من يسمعه لكان الواجب على العاقل أن يبلغ مجهوده في رياضة لسانه حتى يستقيم له على الصدق ومجانبة الكذب والعي في بعض الأوقات خير من النطق لأن كل كلام أخطأ صاحبه موضعه فالعي خير منه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015