ولقد أنشدني بعض أهل العلم ... العجز ضر وما بالحزم من ضرر ... وأحزم الحزم سوء الظن بالناس
لا تترك الحزم في أمر تحاذره ... فإن أمنت فما بالحزم من باس ...
أخبرنا عمرو بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْغَلابِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عمر بْن حبيب قَالَ كان يقال لا يوجد العجول محمودا ولا الغضوب مسرورا ولا الحر حريصا ولا الكريم حسودا ولا الشره غنيا ولا الملول ذا إخوان
وأنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البغدادي ... إذا مَا أتيت الأمر من غير بابه ... تصعب حتى لا ترى فيه مرتقى
وإن الذي يصطاده الفخ إن عتا ... على الفخ كان الفخ أعتى وأضيقا ...
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه العجلة تكون من الحدة وصاحب العجلة إن أصاب فرصته لم يكن محمودا وإن أخطأها كان مذموما والعجل لا يسير إلا مناكبا للقصد منحرفا عَن الجادة يلتمس مَا هو أنكد وأوعر وأخفى مسارا يحكم حكم الورهاء ويناسب أخلاق النساء
ولقد حَدَّثَنَا عمرو بْن مُحَمَّد الأنصاري حَدَّثَنَا الغلابي حَدَّثَنَا مهدي بْن سابق قَالَ قَالَ خالد بْن برمك من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق أن لا ينزل به كبير مكروه العجلة واللجاجة والعجب والتواني فثمرة العجلة الندامة وثمرة اللجاجة الحيرة وثمرة العجب البغضة وثمرة التواني الذل قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه العجلة موكل بها الندم وما عجل أحد إلا اكتسب ندامة واستفاد مذمة لأن الزلل مع العجل والإقدام على العمل بعد التأني فيه أحزم من الإمساك عنه بعد الإقدام عَلَيْهِ ولا يكون العجول محمودا أبدا والعاقل يعلم أن العجز في الأمور يقوم في النقص مقام الإفراط في السعي فيتجنبهما معا ويجعل لنفسه مسلكا بينهما
ولقد حدثنا الحسن بْن سُفْيَان حَدَّثَنَا أَبُو الدرداء عَبْد العزيز بْن منيب