الوصف الجليل {سُبْحَانَ الذى أسرى بِعَبْدِهِ} [الإسراء: 1] وإضافة العبد إليه تعالى تشعر بكمال العناية والتكريم كما قال أحد العارفين:

وممّا زادني شرفاً وتيهاً ... وكدتُ بأخمصي أطَأ الثُريّا

دخولي تحت قولك «يا عبادي» ... وإنْ صيّرْتَ «أحمد» لي نبياً

فائدة هامة: قال المراغي: في «تفسيره» وإنما خص الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من ذي القربى بني هاشم، وبني المطلب دون بني عبد شمس، ونوفل لأن قريشاً لما كتبت وأخرجت بني هاشم من مكة وحصرتهم في الشعب، لأنهم ناصروا الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل معهم فيه بنو المطلب ولم يدخل بنو عبد شمس ولا بنو نوفل لذلك خصهم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ بالقسمة تكريماً لهم وتقديراً.

الأحكام الشرعية

الحكم الأول: هل الغنيمة والفيء شيء واحد؟!

بينا فيما سبق التعريف لكلٍ من الغنيمة والفيء. وقد اختلف العلماء فيهما:

فقال بعضهم: الغنيمة ما أخذ عَنوة من الكفار في الحرب. والفيء ما أخذ عن صلح. . وهذا قول الشافعي.

وقال بعضهم: الغنيمة ما أخذ من مال منقول. والفيء هو مال غير المنقول كالأرضين والعقارات وغيرها. . وهذا قول مجاهد.

وقيل: الغنيمة والفيء بمعنى واحد. والصحيح الأول وهو ما ذهب إليه الشافعي رَحِمَهُ اللَّهُ.

قال القرطبي: واعلم أن الاتفاق حاصل على أن المراد بقوله تعالى: {غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ} مال الكفار إذا ظفر به المسلمون على وجه الغلبة والقهر، ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015