أنه صافح النساء في بيعة أو غيرها، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عندما يمتنع عن مصافحة النساء مع أنَّه المعصوم فإنما هو تعليم للأمة وإرشاد لها لسلوك طريق الاستقامة، وإذا كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وهو الطاهر، الفاضل، الشريف، الذي لا يشك إنسان في نزاهته وطهارته، وسلامة قلبه، لا يصافح النساء، ويكتفي بالكلام في مبايعتهنّ، مع أن أمر البَيْعة أمر عظيم الشأن، فكيف يباح لغيره من الرجال مصافحة النساء، مع أن الشهوة فيهم غالبة؟ والفتنة غير مأمونة، والشيطان يجري فيهم مجرى الدم؟ {
وكيف يزعم بعض النَّاس أن مصافحة النساء غير محرَّمة في الشريعة الإسلامية؟}
{سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16] !
الحكم الخامس: ما المراد من قوله تعالى: {وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} ؟
اختلف العلماء في المراد من الآية الكريمة على ثلاثة أقوال:
أحدها: أن المراد به النوح على الميّت، قاله ابن عباس، وروي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مرفوعاً.
والثاني: أن المراد: أن لا يدعون ويلاً، ولا يخدشن وجهاً، ولا يقطعن شعراً، ولا يشققن ثوباً، قاله زيد بن أسلم.
والثالث: جميع ما يأمرهن به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من شرائع الإسلام وآدابه وهذا هو الأرجح.
قال العلامة القرطبي: «والصحيح أنه عام في جميع ما يأمر به النبي