وَبَعْدُ، فَإِنَّهُ لَمَّا رَانَتْ عَلَى قُلُوبِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ قَبَائِحُ الأَْعْمَالِ، تَجَرَّأَ قَوْمٌ عِنْدَهَا عَلَى إِعْمَالِ الضُّرِّ وَالاْشْتِغَالِ بِصُنُوفِهِ، فَلَمْ يَرْقُبُوا فِي مُؤْمِنٍ عَدْلاً وَلاَ رَحْمَةً، فَلاَزَمُوا تَفَحُّصَ مَا بِهِ مِنْ نِعْمَةٍ ظَاهِرَةٍ، ثُمَّ اشْتَهَوْا صَرْفَهَا عَنْهُ، فَأَعْمَلُوا سِهَامَ أَعْيُنِهِمْ مُتَحَسِّرِينَ، وَتَمَنَّتْ أَنْفُسُهُمْ زَوَالَ النِّعْمَةِ حَاسِدِينَ، بَلْ وَنَفَثَ بَعْضُهُمْ فِي عُقَدِهِمْ سَاحِرِينَ، وَسَلَّطُوا شَيَاطِينَهُمْ عَلَى خَلْقِ اللهِ مُتَلَبِّسِينَ، ثُمَّ لَمْ يُلْقِ أَحَدُهُمْ بَالاً إِلَى سُوءِ عَاقِبَةِ مَا