رقائق القران (صفحة 46)

حين ننشغل بدنيانا ونغفل عن هذا اليوم القادم، فنحن لا نغفل عن يومٍ عادي أو يوم مهم فقط، إننا نغفل عن يوم وصفه كتاب الله بقوله: {إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا} (?).

هذا الإطراق، وخشوع الأبصار، وتنكيس الرؤوس، وفراغ القلوب من الرعب، والجثو على الركب، في ذلك اليوم العصيب، ماسببه؟

لماذا تتيبس الأعصاب وتتجمد الأطراف؟

لا شك أن ذلك بسبب هول العذاب، والخجل من الأعمال، ولكن ثمة - أيضاً - أمر آخر أعظم من ذلك كله، وهو جلال وهيبة الله تعالى إذ يتجلى لذلك اليوم.

سبب الإطراق إدراك الجميع لـ «عظمة الله»، إنه الرحمن -جل وعلا- تخشع له الأصوات في ذلك اليوم المهول: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015