فإذا رأيت هذا المشهد فتذكر فوراً قول الله عز وجل: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} (?)، وقوله: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (?).
وأخبر عن وظيفة الشيطان العامة في الصد عن سبيل الله {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ} (?).
ومن أعجب ما يقوم به الشيطان سرعة تنصله بعد أن يقع الإنسان في شباكه: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} (?).
فمن تأمل أعمال الشيطان وأساليبه وخططه ومؤامراته وأفخاخه التي ينصبها - كما صورها الله لنا تفصيلاً في كتابه - أدرك شدة خطر الشيطان، حتى إن الإمام ابن القيم لما لاحظ هذا المعنى ألف كتاباً بديعاً استمد عنوانه من هذا المعنى فسمّاه «إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان»، وذكر فيه من المعاني الشرعية حول صحة القلب ومرضه والأدوية الشرعية له،