رقائق القران (صفحة 107)

تأملت في هذا التناقض الجذري بين الأسلمة في المقالات العامة، والعلمنة في المجالس الخاصة، فقلت لأحدهم: أنا لا أشك أن هذه حالة (نفاق فكري)!

فقال لي معترضاً: كيف تدمغه بوصف النفاق وهو يقول: لا إله إلا الله ويصلي ويصوم ويتصدق؟!

لا أنكر أنني تهيبت وسكتّ.

مضى زمن على هذه الواقعة وصرت بعدها أهتم كثيراً بمراقبة طريقة استعراض القرآن للشخصية المنافقة، وما هي مشاعرها الداخلية؟ وكيف تتحرك داخل المجتمع المسلم؟

كم كنت مندهشاً حين رأيت القرآن يتحدث عن المنافقين بأنهم يصلون، ويتصدقون، ويذكرون الله!

فأشار القرآن إلى كون المنافقين يصلون، بل إلى أنهم يذكرون الله، كما في قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلاً} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015