هذا علمه إلى الله.

والصغيرة طريحة الفراش، لا أحد يضمها، أو يشمها، ولا أحد يحملها أو يحركها، ـ ونفس صغيرة كهذه تحتاج شيئاً كهذا كحاجتها إلى الطعام والشراب ـ ومن ذا سيحملها؟! لا أحد يقوى، فرأسها سيكسر رقبتها ويدقها إن حُرِّكتْ، أو حملت.

بالله عليك يا أخي؛ أيُّ نفس معذبة باكية بين جنبي هذا الصغيرة؟ وأي قلب حزين قلب أمها؟ تصور بالله عليك حاول وقولي:كيف ستدخل الراحة نفسها؟ أم كيف تسكن الطمأنينة قلبها، وطفلتها الصغيرة هذا حالها؟ وأنت تعرف قلب الأم الرؤوف الرحيم، الودود الحنون.

فإن كنت يا أخي تملك عيناً تبكي بها على ما أصابك ففي دنيا الناس من لا عين له يبكي بها، فَكَفْكِفْ دُمُوعَكَ.

أي أخي! إن بالناس من المصائب ما ليس بك، فأنزل مصائبهم على مصيبتك تهون! وأنزل على ما تشتكي ما يشتكون! كم في هذه الدنيا من النفوس المعذبة؟ كم وكم؟؟ فمن لها؟ من للعيون الباكية؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015